كما كان متوقعاً في أنونس المباراة الافتتاحية الذي نشرناه سابقاً، انطلقت منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 بقوة مع دخول المنتخب المغربي، صاحب الضيافة، أرض الملعب أمام جزر القمر في الجولة الأولى من المجموعة الأولى، ليحقق أسود الأطلس فوزاً مطمئناً بنتيجة 2-0 في لقاء أكد جاهزيتهم وطموحاتهم الكبيرة في البطولة التي يستضيفونها لأول مرة منذ عقود.
سيطر الفريق المغربي على مجريات اللعب منذ الصافرة الأولى، معتمداً على تنظيم دفاعي محكم وهجمات مدروسة، ليمنح الجماهير الغفيرة في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بداية مشجعة، وسط أجواء احتفالية تعكس الشغف المغربي بالكرة القارية.
حصل المغرب على ركلة جزاء مبكرة في الدقيقة 10 بعد خطأ على إبراهيم دياز، لكن سفيان رحيمي أضاعها إثر تصدٍ استثنائي من الحارس يانيك باندور، الذي أبقى فريقه في السباق خلال الشوط الأول، محافظاً على نظافة شباكه رغم الضغط المستمر.
تعرض اللقاء لانتكاسة مبكرة بإصابة القائد رومان سايس، الذي غادر الملعب في الدقيقة 18، لكن الفريق لم يتأثر، محافظاً على إيقاعه مع تسديدة ملتفة من إسماعيل الصيباري في الدقيقة 30 مرت دون خطورة حقيقية.
استعان الحكم بتقنية الفيديو في الدقيقة 45 لمراجعة ركلة جزاء محتملة، لكنه ألغاها بسبب لمسة يد سابقة من دياز، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي رغم الاستحواذ المغربي الواضح والفرص المتعددة.
مع انطلاق الشوط الثاني، اقترب نيل العيناوي من التسجيل برأسية قريبة في الدقيقة 48 مرت بجوار القائم، مما أنذر بتغيير النتيجة قريباً.
جاء الفرج في الدقيقة 55، عندما تلقى إبراهيم دياز تمريرة ذكية داخل المنطقة، ليسدد بنجاح ويمنح الأسود التقدم، في لحظة أشعلت حماس الجماهير وأعطت الفريق دفعة معنوية كبيرة.
حاولت جزر القمر الرد، وأنقذ ياسين بونو فرصة خطيرة في الدقيقة 60 بتصدٍ حاسم، مؤكداً صلابة الخط الخلفي.
ازدادت الإثارة مع تألق باندور بتصديات مزدوجة في الدقيقة 64، ثم مواجهة ناجحة أمام دياز في الدقيقة 70، لكن الضغط المغربي استمر.
أغلق أيوب الكعبي المباراة بهدف رائع في الدقيقة 74 بتسديدة بهلوانية، ليؤمن الفوز 2-0 ويطفئ آمال الخصم.
رغم محاولة أخيرة مغربية أنقذها باندور في الدقيقة 82، حافظ المغرب على النتيجة، ليتصدر المجموعة الأولى ويبدأ حملة الدفاع عن طموحاته القارية بثقة عالية.
برز إبراهيم دياز كأفضل لاعب في اللقاء، حيث حصل على الجائزة بفضل دوره الحاسم في الهدف الأول وتسببه في الركلة الجزاء، ليؤكد أهميته في تشكيلة وليد الركراكي.
قدمت جزر القمر أداءً مشرفاً بقيادة باندور الاستثنائي، وستسعى للتعويض في الجولات المقبلة أمام مالي وزامبيا، في مجموعة تبدو متوازنة.
يواصل المغرب مشواره بمواجهة مالي يوم الجمعة، ثم زامبيا يوم الاثنين، وسط ترقب لاستمرار البداية القوية نحو اللقب.


