في حدث يُحبَسُ فيه الأنفاس ويُنتظَرُ بشغفٍ عارمٍ من الجماهير المغربية، وصل المنتخب المغربي للشباب تحت 20 سنة إلى نهائي كأس العالم “تشيلي 2025″، عقب انتصاره الدراماتيكي على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح، بعد تعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. هذا الإنجاز التاريخي، الذي يُمثِّل أول نهائي للمغرب في البطولة، يُعيدُ إلى الأذهان بريق “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، ويُؤكِّدُ صعودَ كرة القدم المغربية الشابة نحو القمَّةِ العالمية.
أدَّخَلَ “أشبال الأطلس” اللقاءَ بتركيزٍ حادٍّ وانتشارٍ متوازنٍ، مُحيِّدًا مفاتيحَ لعبِ “الديكور الصغيرة”، قبل أنْ يُقْتَنِصُوا ركلةَ جزاءٍ في الدقيقة 31، بعد إشراكِ المدرِّبِ سعيدِ وهبي بطاقةَ “الفار” الخضراءِ لمراجعةِ مخالفةٍ داخلِ الصندوقِ، التي أَثْبَتَتْهاِ التَّحْكِيمُ التقنيُّ. نَفَّذَ ياسِرُ زَابِيرِيُّ الرِّكْلَةَ بِدِقَّةٍ، مُمْنِحًا مَغْرِبَ الْتَّقْدِمَ الْمُسْتَحَقَّ.
وَاصَلَ الْمَغَارِبَةُ ضِغْطَهُمْ فِيْ الشَّوْطِ الْأَوَّلِ، مُهْدِرِينَ فَرْصَتَيْنِ وَاضِحَتَيْنِ بِسَبَبِ التَّسْرِعِ وَنَقْصِ التَّرْكِيزِ فِيْ اللَّمْسَةِ الْأَخِيرَةِ، فِيْ حِينِ تَأَلَّقَ الْحَارِسُ يَانِيسُ بِنْشَاوْشُ فِيْ تَصْدِيْهِ لِتَسْدِيدَةٍ خَطِيرَةٍ مِنْ “الدَّيْكُور” فِيْ آخِرِ أَنْفَاسِ الشَّوْطِ، الَّذِيْ انْتَهَىْ بِتَقْدِمِ مَغْرِبِيٍّ مُسْتَحَقٍّ.
مَعَ ابْتِدَاءِ الشَّوْطِ الثَّانِيْ، ضَغَطَ الْفُرَنْسِيُّونَ عَبْرِ الْأَطْرَافِ، مَا أَسْفَرَ عَنْ هَدَفِ الْتَّعَادِلِ فِيْ الدَّقِيقَةِ 59. وَمَرَّ الْمَنْتَخِبُ الْمَغْرِبِيُّ بِلَحَظَاتٍ عَصِيبَةٍ، تَأَلَّقَ فِيْهَا الْحَارِسُ بِنْشَاوْشُ مَرَّةً أُخْرَىْ، قَبْلَ أَنْ يُجْبَرَ عَلَىْ مَغَادَرَةِ الْمَلْعَبِ مُتَأَثِّرًا بِالْإِصَابَةِ فِيْ الدَّقِيقَةِ 63.
وَاسْتَخْدَمَ الْمُدَرِّبُ وَهْبِيْ بِطَاقَتَهُ الْخَضْرَاءَ مَرَّةً أُخْرَىْ فِيْ لَقْطَةٍ مُثِيرَةٍ لِلْجَدَلِ، مُطَالِبًا بِرِكْلَةِ جَزَاءٍ، لَكِنَّ الْحَكَمَ وَبَعْدَ الْعَوْدَةِ إِلَىْ “الْفَارْ” رَفَضَ احْتِسَابَهَاْ، وَسْطَ احْتِجَاجَاتٍ مَغْرِبِيَّةٍ عَلَىْ الْقَرَارِ.
أَشَاهَدَتِ الْأَشْوَاطُ الْإِضَافِيَّةُ أَفْضِلِيَّةً مَغْرِبِيَّةً نِسْبِيَّةً، خَاصَّةً بَعْدَ حُصُولِ “الْأَشْبَالِ” عَلَىْ تَفَوُّقٍ عَدَدِيٍّ إِثْرَ طَرْدِ الْلَّاعِبِ الْفَرَنْسِيِّ نَزِينْغُولِيْ. إِلَّا أَنَّ سُوءَ الْتَّرْكِيزِ وَالتَّسْرِعِ حَالَ دُونَ اسْتِثْمَارِ الْفَرَصِ الْمُتَاحَةِ، لِيَنْتَهِيْ اللَّقَاءُ بِالتَّعَادِلِ وَيُحْتَكَمْ إِلَىْ رِكْلَاتِ الْتَّرْجِيْحِ.
وَفِيْ سِلْسِلَةِ الْأَعْصَابِ، ابْتَسَمَ الْحَظُّ لِلْمَنْتَخِبِ الْمَغْرِبِيِّ لِلشَّبَانِ الَّذِيْ حَسَّمَ التَّأْهِيلَ إِلَىْ النَّهَائِيِّ بِعَنْدَةٍ وَاسْتِحْقَاقٍ، فِيْ انْتِظَارِ الْتَّعَرُّفِ عَلَىْ خَصْمِهِ فِيْ الْمُبَارَاةِ الْخِتَامِيَّةِ مِنْ مُوَاجَهَةِ نِصْفِ النَّهَائِيِّ الثَّانِيْ بَيْنَ كُولُومْبِيَا وَالْأَرْجَنْتِينِ.