كشفت بشرى كربوبي، الحكمة الدولية المغربية، أن طريقها في مجال التحكيم لم يكن مفروشًا بالورود، مؤكدة أنها بذلت مجهودًا كبيرًا لتصل إلى مكانتها الحالية، وتحلم اليوم بقيادة نهائي كأس العالم للسيدات، بل وتتطلع لإدارة مباراة في مونديال الرجال 2026.
وفي حوارها مع الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، تحدثت كربوبي عن بداياتها، مشيرة إلى أن علاقتها بكرة القدم بدأت منذ الصغر، حيث مارستها كلاعبة قبل أن تتوجه إلى التحكيم، قائلة: «ما جذبني لهذا المجال هو قيمه النبيلة مثل العدالة والانضباط، وشعرت أنني أستطيع أن أجد مكاني فيه، رغم أنه كان مجالًا يسيطر عليه الرجال.»
وأضافت أن قرارها دخول عالم التحكيم لم يكن سهلًا على محيطها العائلي، خاصة مع رفض إخوتها للفكرة، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبات اجتماعية وثقافية، وقالت: «كان من غير المقبول في ثقافتنا أن ترتدي فتاة سروالًا قصيرًا وتمارس كرة القدم، لكنني صمّمت على خوض التحدي، ولم أستسلم رغم النظرات والانتقادات.»
وأشادت كربوبي بالتطور الكبير الذي يشهده التحكيم النسوي في إفريقيا، مشيرة إلى أن الحكمات الإفريقيات أصبحن حاضرات في جميع البطولات القارية، سواء كحكمات ساحة أو ضمن تقنية الفيديو، وأضافت: «هذا التقدم ثمرة دعم متواصل من لجنة التحكيم في الكاف، التي وفرت لنا الفرص لإثبات الذات.»
وتوقفت كربوبي عند أبرز المحطات في مسيرتها، مبدية فخرها بكونها أول حكمة مغربية وعربية وإفريقية تدير نهائي كأس العرش للرجال في موسم 2021-2022، كما عبرت عن اعتزازها بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار، حيث أدارت مواجهة بين نيجيريا وغينيا بيساو، وشاركت كحكمة رابعة في المباراة النهائية.
وعلى الصعيد الدولي، عدّت كربوبي مشاركتها في كأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا، وقيادتها لإحدى مباريات نصف نهائي أولمبياد باريس من أبرز إنجازاتها.
وبخصوص تتويجها بجائزة أفضل حكمة في إفريقيا خلال حفل جوائز «الكاف» الأخير، عبّرت عن فخرها الكبير، قائلة: «كان شعورًا لا يوصف، لحظة فخر واعتراف بالمجهود، لكنها في الوقت نفسه مسؤولية إضافية. الوصول إلى القمة صعب، لكن البقاء فيها أصعب، وهذا ما يدفعني لمواصلة الاجتهاد والعمل.»