تعود أجواء الفخامة والإثارة إلى شوارع إمارة موناكو مع جائزة مونتي كارلو الكبرى، أحد أكثر السباقات تميزًا في روزنامة الفورمولا 1. هذا الحدث لا يُعد مجرد سباق، بل مناسبة رياضية واجتماعية راقية، حيث يختلط الأداء العالي على الحلبة بتاريخ عريق ومناظر خلابة، تجعل من موناكو وجهة لا تُشبه أي محطة أخرى في الموسم.
بعيدًا عن البذخ واليخوت الفاخرة، تمثل حلبة موناكو تحديًا فريدًا للسائقين، فهي ضيقة، متعرجة، ولا تحتمل الخطأ. وفي ظل غياب فرص التجاوز الواسعة، تلعب تصفيات يوم السبت دورًا حاسمًا، حيث يمكن أن يفصل بين القمة والقاع مجرد أعشار من الثانية.
لكن نسخة 2025 ستأتي بتغير كبير من حيث القواعد، إذ فرض الاتحاد الدولي للسيارات وقفة صيانة إلزامية ثانية خلال السباق، ما يُدخل عنصرًا استراتيجيًا غير معتاد في حلبة لطالما كانت النتائج فيها تُحسم بالثبات لا بالتكتيك. هذه الخطوة تفتح الباب أمام مفاجآت محتملة وتمنح فرصًا نادرة للفرق الصغيرة التي قد تستفيد من إرباك المتصدرين.
من المتوقع أن يُقام السباق يوم الأحد 25 ماي في تمام الساعة 14:00، وسيخوض السائقون 78 لفة على مسار يبلغ طوله 3.337 كم. وتضم الحلبة منطقة واحدة لتفعيل نظام DRS تقع في الخط المستقيم الرئيسي قبل المنعطف الأول.
رقم اللفة الأسرع ما زال باسم لويس هاميلتون بزمن 1:12.909، سجله عام 2021 مع فريق مرسيدس. وبالعودة إلى التاريخ، يُعد ماكلارين الفريق الأكثر فوزًا في موناكو بـ15 انتصارًا، بينما يتصدر الأسطورة آيرتون سينا قائمة السائقين الأكثر تتويجًا على هذه الأرض بـ6 انتصارات.
في ظل هذه المعطيات، تُعد جائزة موناكو لهذا العام مناسبة واعدة لمزيج من التكتيك والدقة والمهارة الخالصة، وقد تكون بمثابة السباق الذي يعيد ترتيب أوراق البطولة.