لم يدم وجود المدرب الهولندي إريك تين هاغ على رأس الجهاز الفني لنادي باير ليفركوزن سوى شهرين، لكنه كافٍ لإثارة موجة من الجدل والاستياء داخل النادي. فقد سجل تين هاغ رقمًا قياسيًا غير مسبوق بإقالته بعد جولتين فقط من بداية الدوري الألماني لموسم 2025-2026، نتيجة سلسلة من الخلافات مع الإدارة، اللاعبين، وحتى موظفي النادي.
أثارت انتقادات تين هاغ العلنية لسياسة الانتقالات غضب إدارة النادي، حيث طالب بتعزيزات كبيرة في التشكيلة لم تتماشَ مع خطط الإدارة. وكان رحيل لاعب الوسط غرانيت شاكا إلى سندرلاند الإنجليزي، رغم معارضة تين هاغ، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تمت الصفقة دون استشارته. هذا التوتر كشف عن انقسام عميق بين المدرب ومجلس الإدارة.
لم يقتصر الأمر على الخلافات الإدارية، بل امتد إلى غرفة الملابس، حيث شكا اللاعبون من غياب التحفيز. وفي واقعة لافتة، لم يلقِ تين هاغ أي خطاب تحفيزي قبل مباراة هوفنهايم في الجولة الأولى، التي انتهت بخسارة 2-1. كما أثارت طريقته في التدريب استياء اللاعبين، حيث ركز بشكل مفرط على تمارين الضغط البدني على حساب التدريبات التكتيكية بالكرة، مما أدى إلى شعور بالإحباط بين أفراد الفريق.
لم تجد رؤية تين هاغ التكتيكية قبولاً لدى اللاعبين، مما أدى إلى تدهور الأجواء داخل الفريق بسرعة. وفي تقييم قاسٍ، وصف موظفون مخضرمون في النادي تين هاغ بأنه “أسوأ مدرب شهده باير ليفركوزن في العشرين عامًا الماضية”، مشيرين إلى فشله في بناء علاقة إيجابية مع الفريق والإدارة. هذه العوامل مجتمعة جعلت إقالته بعد مباراتين فقط، خسارة أمام هوفنهايم وتعادل مع فيردر بريمن، قرارًا لا مفر منه.
يواجه باير ليفركوزن الآن تحدي البحث عن مدرب جديد قادر على استعادة الاستقرار وإعادة الفريق إلى مسار الانتصارات. وتتردد أسماء عدة في الصحافة، من بينها احتمال عودة تشابي ألونسو، الذي ترك إرثًا مميزًا مع النادي قبل انتقاله إلى ريال مدريد. يبقى السؤال: هل سيتمكن ليفركوزن من تجاوز هذه الأزمة واستعادة مكانته كمنافس قوي في البوندسليغا؟