تواجه محاكمة الطاقم الطبي المسؤول عن رعاية أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا أزمة غير مسبوقة، بعد استبعاد إحدى القاضيات المكلفات بالنظر في القضية، على خلفية مشاركتها في إعداد فيلم وثائقي يتعلق بنفس الملف، دون الإفصاح عن ذلك مسبقًا.
فقد أصدر رئيس محكمة سان إيسيدرو، الواقعة شمال العاصمة بوينس آيرس، القاضي ماكسيميليانو سافارينو، قرارًا بتنحية القاضية جولييتا ماكينتاش، معتبرًا أن «نزاهتها لم تعد مضمونة»، عقب مداولات مطولة بين أطراف القضية دارت الثلاثاء، تضمنت مطالبات عديدة بتنحيها.
القاضية المتورطة.. وردود فعل غاضبة
القاضية ماكينتاش، البالغة من العمر 47 عامًا، واجهت اتهامات بمشاركتها في فيلم وثائقي يتناول تفاصيل القضية دون إخطار المحكمة أو الأطراف المعنية، ما أثار شكوكًا حول حيادها واستقلاليتها.
وعلى الرغم من نفيها القيام بأي مخالفات، إلا أنها اضطرت للإعلان عن انسحابها من إجراءات المحاكمة، قائلة:
«لم يكن لدي خيار سوى التنحي بعد الجدل الذي أُثير حولي. لكنني لم أرتكب أي جريمة.»
ورفضت ماكينتاش الاتهامات الموجهة إليها بانتهاك سرية الجلسات، موضحة أنها لم توافق على أي تصوير داخل المحكمة، رغم تداول لقطات إعلامية تظهرها وهي تُجري مقابلة مع فريق تصوير داخل القاعة.
أزمة تعطل سير المحاكمة
تم تعليق جلسات المحاكمة لمدة أسبوع كامل للتحقيق في تورط ماكينتاش في إنتاج مسلسل وثائقي بعنوان «عدالة إلهية»، مكون من ست حلقات، يسلّط الضوء على قضية وفاة مارادونا، حيث ظهرت القاضية بشكل محوري، بحسب مقاطع فيديو تم العثور عليها مؤخرًا.
وخلال جلسة الثلاثاء، التي خصصت بالكامل تقريبًا لمناقشة هذه الفضيحة، عبّر الحاضرون عن دهشتهم عند عرض إعلان المسلسل داخل المحكمة، وسط دعوات واسعة لبطلان كامل الإجراءات القضائية الجارية.
مصير المحاكمة على المحك
من المقرر عقد اجتماع حاسم يوم الخميس في المحكمة لتحديد ما إذا كان بالإمكان استبدال القاضية بقاضٍ آخر واستئناف المحاكمة، أو ما إذا كانت الإجراءات يجب أن تبدأ من جديد من الصفر، كما طالبت بذلك غالبية الأطراف، بما في ذلك الادعاء، ومحامو الدفاع، وأسرة مارادونا.
المحامي نيكولا دالبورا، الممثل القانوني للممرضة المتهمة نانسي فورليني، قال:
«لا يمكن الاستمرار في المحاكمة الحالية. يجب تعيين هيئة قضائية جديدة وإعادة المحاكمة من البداية.»
خلفية القضية
توفي دييغو مارادونا في 25 نوفمبر 2020 عن عمر يناهز 60 عامًا، إثر نوبة قلبية حادة ومضاعفات رئوية، أثناء تعافيه في منزله من عملية جراحية دقيقة أُجريت له لإزالة جلطة دموية في الدماغ.
وتتم محاكمة سبعة من أعضاء الطاقم الطبي المكلف برعايته بتهمة «القتل العمد المحتمل»، في ضوء اتهامات بالإهمال الجسيم خلال فترة نقاهته في ضاحية تيغري القريبة من بوينس آيرس. وقد يواجه المتهمون أحكامًا بالسجن تتراوح بين 8 و25 عامًا حال إدانتهم.
ويُعد الملف القضائي من أكثر القضايا إثارة في الأرجنتين خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لمكانة مارادونا الأسطورية في عالم كرة القدم.
