برهن النجم المغربي الصاعد كريم بناني على أنه من أبرز المواهب الشابة في عالم التنس، بعد أن خطف الأنظار خلال مشاركته في بطولة ITF J300 الرفيعة المستوى، التي أُقيمت بمدينة فييينا الإسبانية. وتُعد هذه المنافسة محطة رئيسية لاكتشاف أفضل اللاعبين الناشئين الذين يقتربون من الانخراط في الدوائر الاحترافية، وقد أثبت بناني، البالغ من العمر 17 عامًا، أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع نجم دولي واعد من خلال أدائه اللافت في منافسات الفردي والزوجي.
البطولة، التي تُنظم كل سنة تكريمًا لذكرى الإسباني إدواردو فيريرو، جذبت في دورتها الخامسة والعشرين نخبة من اللاعبين الشباب من مختلف الجنسيات. وفي هذا المحفل الحافل بالتحديات، نجح بناني في فرض حضوره بمهاراته العالية واتزانه الكبير داخل الملعب، فكان من بين الأسماء التي لفتت الانتباه بقوة.
في فئة الزوجي، خاض بناني مغامرة ناجحة إلى جانب شريكه الأمريكي ماكسويل إكستيد، حيث تمكنا من بلوغ المباراة النهائية في مواجهة خصوم يتمتعون بمستوى تقني عالٍ. وبعد بداية صعبة خسر فيها الثنائي المجموعة الأولى بنتيجة قاسية (1-6)، تمكنا من قلب المعطيات في المجموعة الثانية التي انتهت لصالحهما (6-4). الحسم جاء في شوط كسر التعادل الحاسم، حيث أظهرا عزيمة قوية وانسجامًا واضحًا، ليحرزا اللقب بنتيجة 10-8، في مباراة طبعتها الإثارة حتى آخر نقطة.
ولم يقتصر حضور بناني القوي على منافسات الزوجي، بل امتد أيضًا إلى الفردي، حيث بلغ المباراة النهائية وواجه اللاعب البلغاري ألكسندر فاسيليف. كانت المواجهة متكافئة في شوطها الأول الذي امتد إلى شوط كسر التعادل، لكنه انحاز لفاسيليف بفارق ضئيل. وفي المجموعة الثانية، تراجع أداء بناني قليلًا ليخسرها بنتيجة 6-1، غير أن أداءه العام أكد أنه يملك مقومات اللعب في أعلى المستويات، خاصة أنه أظهر تركيزًا كبيرًا وقوة ذهنية لافتة على مدار البطولة.
مغادرة كريم بناني لإسبانيا بلقب الزوجي ووصافة الفردي يُعد إنجازًا يعكس مدى تطوره وثباته، ويؤكد أن حضوره في الساحة الدولية لم يعد مجرد ظهور عابر، بل بداية مسار رياضي واعد في عالم التنس، يجعل منه أحد الأسماء المنتظر بروزها في السنوات المقبلة.