دخل برشلونة موسمه الثاني تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك بشكل غير واضح المعالم، وكأن الفريق لم يحسم بعد هويته الحقيقية. فبين انتصارات شكلية وتعثرات محبطة، بدت بداية الموسم متذبذبة، في ظل غياب الانسجام الدفاعي وضعف الفعالية الهجومية.
في الجولة الأولى أمام مايوركا، بدا كل شيء تحت السيطرة بانتصار 3-0، لكن الأهداف جاءت وسط ظروف مثيرة للجدل: طرد لاعبين من الخصم جعل الدقائق الأخيرة أقرب إلى مباراة ودية. أمام ليفانتي تكرر سيناريو السنوات الماضية، شوط أول باهت أعقبه انتفاضة مثيرة انتهت بانتصار درامي (3-2) بفضل بيدري وفيران توريس وهدف عكسي قاتل.
لكن أمام رايو فاليكانو، قدّم برشلونة أسوأ مباراة له منذ قدوم فليك، مكتفياً بتعادل (1-1) أنقذه فيه الوافد الجديد خوان غارسيا، الذي بدأ يبرر قيمة انتقاله (25 مليون يورو) بفضل تألقه الدفاعي.
فليك لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة للاعبيه بعد اللقاء، مشدداً على أن “التفاني وروح المجموعة أهم من أي موهبة فردية”، مؤكداً أن الأنانية “تقتل الفريق من الداخل”.
أزمة دفاعية واضحة
غياب إنيغو مارتينيز ترك فراغاً كبيراً في الخط الخلفي، حيث فقد الفريق أحد أفضل من طبقوا منظومة التسلل الجديدة. الأرقام تكشف الخلل: برشلونة استقبل 24 تسديدة على مرماه خلال أول ثلاث مباريات (بمعدل 8 لكل مباراة)، مقارنة بـ7.3 الموسم الماضي، عندما كان الأقل استقبالاً للتسديدات في “الليغا”.
حتى الآن، أنقذ جوان غارسيا الموقف بفضل 41% من التصديات الحاسمة، لكن الوضعية تنذر بخطر إذا استمرت هشاشة الدفاع.
هجوم كثير المحاولات ضعيف النجاعة
رغم أن برشلونة يتصدر قائمة الفرق الأكثر تسديداً على المرمى (62 تسديدة)، إلا أن معدل التحويل إلى أهداف يظل متواضعاً (7 أهداف). وللمقارنة:
- فياريال سجل 8 أهداف من 52 تسديدة فقط.
- ريال مدريد اكتفى بـ6 أهداف، لكنه يملك أفضل خط دفاع (17 تسديدة مستقبَلة فقط).
مقارنة مع الموسم الماضي
قبل عام، كان برشلونة قد سجل 6 أهداف وتلقى 3 فقط بعد نفس عدد المباريات، لكنه بدا أكثر استقراراً. آنذاك، جاءت انتصارات هادئة على فالنسيا وأتلتيك ورايو، ثم انفجار هجومي في الجولة الرابعة أمام بلد الوليد (7-0).
الآن، بعد توقف المنتخبات، يستضيف برشلونة فالنسيا في محاولة لتكرار انطلاقة قوية تُعيد الثقة، لكن الواقع الحالي يروي قصة فريق يملك الإمكانات، لكنه لم يتحول بعد إلى نسخة مستقرة وفعّالة.