بعد هيمنة فريق ماكلارين في أول مرحلتين من موسم الفورمولا 1، عاد الهولندي ماكس فيرستابن بقوة في جائزة اليابان الكبرى، كاسرًا سلسلة انتصارات منافسيه، ومتوجًا نفسه ببراعة على الحلبة بعد إحرازه مركز الانطلاق الأول والفوز بالسباق بطريقة استثنائية.
«أداء نقي من الطراز الرفيع» — هكذا وصف كريستيان هورنر، مدير فريق ريد بُل، أداء فيرستابن بعد التجارب التأهيلية يوم السبت، حين قدّم البطل الهولندي لفة مذهلة أبهرت الجميع، من أعضاء الفريق إلى المنافسين في ماكلارين، بل وحتى المخضرم الإسباني فرناندو ألونسو الذي لم يتردد في الإشادة بموهبة ماكس، مؤكدًا أن لا أحد سوى فيرستابن قادر على تقديم مثل هذا الأداء في اللفة الواحدة.
لكن الجوهر الحقيقي للإنجاز لم يكن فقط في الفوز بالقطب الأول، بل في الرسالة التي بعث بها ماكس: أن الموهبة والمهارة لا تقل أهمية عن التكنولوجيا في عالم الفورمولا 1. ورغم الانتقادات السابقة التي وصفت سيارة ريد بُل بأنها «سريعة بفضل الآلة فقط»، أثبت فيرستابن مرارًا وتكرارًا أن الفرق الحقيقي تصنعه قدرات السائق.
في السباق، قدّم فيرستابن درسًا في القيادة المتقنة، دون أي خطأ يُذكر، حيث تصدى ببراعة لضغوط لاندو نوريس وأوسكار بياستري. وعلى الرغم من محاولات الثنائي من ماكلارين تقليص الفارق، إلا أن بطل العالم أربع مرات لم يترك لهم أي فرصة، مؤكّدًا من جديد أنه ما زال الرقم الأصعب في معادلة الفورمولا 1.
