استقبلت جهة العيون الساقية الحمراء، يوم الإثنين، المشاركين في الدورة العاشرة من الرالي الدولي “Morocco Desert Challenge”، وذلك في إطار المرحلة الثالثة من هذه التظاهرة الرياضية الكبرى التي تستمر حتى 12 أبريل الجاري، وتربط بين مدينتي أكادير وورزازات مروراً بعدد من أقاليم الصحراء المغربية.
ينظم هذا الرالي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويمتد على مسافة إجمالية تُقدر بـ3150 كيلومتراً موزعة على ثماني مراحل، تهدف إلى اختبار قدرة التحمل ودقة القيادة وكفاءة الطواقم المشاركة في هذا التحدي الفريد من نوعه في قلب الصحراء.
وقد وصل المتسابقون مساء اليوم إلى مدينة بوجدور قادمين من العيون، في محطة اعتبرها المنظمون بمثابة مرحلة محورية لاكتشاف غنى وتنوع المشاهد الطبيعية التي تزخر بها الصحراء المغربية من كثبان رملية وسهول وشواطئ.
ويُعد “Morocco Desert Challenge” ثاني أكبر رالي صحراوي في العالم بعد “رالي داكار”، حيث يجمع في نسخته الحالية أكثر من 900 مشارك يمثلون 23 دولة، يخوضون مغامرة فريدة على مسارات جديدة وغير مسبوقة تمتد عبر الصحاري والشواطئ والمرتفعات.
وتشارك في هذه الدورة 160 مركبة رياضية، منها 56 سيارة رباعية الدفع، و57 مركبة SSV، و39 دراجة نارية، بالإضافة إلى 8 شاحنات سباق، وجميعها مزودة بأنظمة تتبع عبر الأقمار الصناعية لضمان دقة التموقع وتعزيز السلامة خلال المنافسات.
وفي هذا السياق، صرح غيرت دوسون، المدير العام للرالي، أن “Morocco Desert Challenge” يمثل حدثاً رياضياً عالمياً حافلاً بالتشويق والمنافسة، يشارك فيه حوالي 900 شخص، من بينهم 820 من أوروبا، إلى جانب متسابقين من الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا. وأكد دوسون أن الرالي يُقام برعاية ملكية كريمة، مقدماً شكره الكبير لصاحب الجلالة على هذا الدعم الذي يُضفي على الحدث طابعاً خاصاً، وأشار إلى أن محطة العيون تُعتبر من أبرز المحطات في هذه النسخة.
وأضاف دوسون أن النسخة العاشرة تتضمن إدخال مسارات جديدة في عمق الصحراء المغربية، في محاولة لتقديم تجربة استثنائية بعيدة عن الطرق التقليدية المعروفة مثل فم زكيد ومرزوكة، مشيراً إلى أن الفريق الآن في مدينة بوجدور، استعداداً للانتقال إلى السمارة في المرحلة المقبلة.
وعن المشاركة المغربية، أكد المشرف على الرالي أن المتسابق هشام، ابن مدينة العيون، هو الممثل الوحيد للمغرب في هذه النسخة، وقد تمت دعوة أصدقائه من نادي الدراجات النارية في العيون للمشاركة أيضاً. وأوضح أن هذه المنافسة لا تقتصر على مجرد تسابق، بل تمثل تجربة متكاملة تتطلب مهارات عالية وسرعات تصل إلى 170 كلم/ساعة، وهو ما يعكس طبيعتها الاستثنائية.
ومن جانبه، عبّر هشام عن فخره الكبير بتمثيل المغرب في هذا التحدي العالمي، مبرزاً أنه يشارك بدراجة نارية من نوع KTM 450 تم إعدادها خصيصاً لخوض هذه المنافسات. وأوضح أن مشاركته أضافت له الكثير على المستوى التقني والمعرفي، خصوصاً فيما يتعلق باستخدام التقنيات الحديثة في السباقات الصحراوية، مشيراً إلى أن المغرب يُعد بيئة مثالية لاختبار المهارات في هذا النوع من الراليات.
ومن المرتقب أن تُقام مراسيم تتويج الفائزين في مدينة ورزازات يوم 12 أبريل، مع اختتام هذا الحدث الذي رسّخ موقعه ضمن أبرز التظاهرات الرياضية على المستوى الدولي.
