تتواصل جولة الفورمولا 1 الآسيوية، وهذه المرة تحطّ قافلة «السباقات الملكية» رحالها في البحرين، على حلبة «الصخير» الشهيرة، في سباق مرتقب قد يحمل مؤشرات حاسمة لمستقبل هذا الموسم المتقلب.
الأسبوع الماضي في اليابان، فاجأ ماكس فيرستابن الجميع بفوزه، رغم السيطرة المطلقة لفريق ماكلارين في حصص التجارب الحرة وتصفيات التأهيل. إذ تألق السائق الهولندي في اللحظات الأخيرة وخطف مركز الانطلاق الأول بفارق ضئيل عن نوريس وبياستري، ليصعد في نهاية المطاف إلى منصة التتويج متصدرًا السباق، في نتيجة عكست تمامًا ترتيب التأهيل.
رغم أن السباق في سوزوكا لم يكن حافلًا بالإثارة، خاصة مع صعوبة التجاوز في غياب الأمطار، إلا أن هذه النوعية من السباقات تظل جزءًا لا يتجزأ من واقع الفورمولا 1.
لكن البحرين قد تكون حكاية مختلفة. إذ يتوقع بطل العالم السابق جاك فيلنوف أن يعاني فيرستابن في «الصخير»، مشيرًا إلى أن سيارة ريد بُل لا تتكيف جيدًا مع درجات الحرارة المرتفعة، ما قد يمنح الفرق المنافسة فرصة جديدة للعودة إلى الواجهة.
ورغم أن فريق ماكلارين برهن في أستراليا والسعودية على قوته الكبيرة، إلا أن الأداء المتباين بين نوريس وبياستري، والضغط المتزايد على كليهما، يثير التساؤلات بشأن استقرار الفريق في معركة اللقب. في المقابل، يبدو أن فيرستابن، رغم تراجع قدرات سيارته، لا يزال يحتفظ بأفضلية تكتيكية، خاصة في ظل ابتعاد زميله الجديد يوكي تسونودا عن مراكز المقدمة.
أما فيراري، فما تزال تحارب «أشباحها» التقنية، بينما يظهر جورج راسل بأداء مستقر، لكنه يفتقر إلى اللمسة الحاسمة التي تصنع بطل العالم.
وقد تكون هذه المعطيات فرصة مثالية لماكس فيرستابن ليؤكد أنه ليس مجرد سائق استفاد من سيارة متفوقة، بل بطل حقيقي قادر على الدفاع عن لقبه حتى في ظروف أصعب. وإذا ما واصل خصماه في ماكلارين تبادل النقاط فيما بينهما، فقد يكون فيرستابن هو المستفيد الأكبر.
يبقى أن البحرين قد تكشف خفايا جديدة وتعيد خلط الأوراق، خصوصًا مع التحديات التقنية وظروف المناخ التي لا ترحم، لتضيف مزيدًا من الإثارة على موسم يبدو أنه لن يفتقد المفاجآت.
