دخل النجم المغربي أشرف حكيمي، الظهير الأيمن لفريق باريس سان جيرمان، دائرة المرشحين البارزين لنيل جائزة الكرة الذهبية 2025، التي ستُمنح في 22 شتنبر المقبل، في ظل مستوياته اللافتة هذا الموسم، وتألقه اللافت في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة.
رغم أن المدافعين نادرًا ما يُتوّجون بالجائزة، ولم يسبق لأي ظهير أن فاز بها، إلا أن أداء حكيمي يجعل اسمه حاضرًا بقوة في النقاشات، خصوصًا مع تفوقه في الثبات والأداء الجماعي مقارنة بزميله في الفريق عثمان ديمبيلي، الذي بدوره يُعتبر مرشحًا قويًا منذ تحوله إلى هدّاف منذ يناير.
حكيمي، البالغ من العمر 26 عامًا، قدم موسمًا متكاملًا من حيث الأداء البدني والتكتيكي. يتميز بسرعته الكبيرة، وقدرته على التقدم والارتداد، ودقته في التمريرات والعرضيات، إلى جانب لياقة بدنية استثنائية، وصفها اللاعب نفسه في حوار سابق قائلاً: “هذه القوة على التحمل نعمة من الله، لكنها أيضًا نتيجة عمل متواصل رفقة مدرب شخصي وأخصائي تغذية، والمدرب عرف كيف يدير وقت لعبي حتى أكون في أفضل حالة ممكنة.”
لكن ما يجعل حكيمي مميزًا هو أسلوبه المتطور في التمركز والتعاون مع زملائه في وسط الملعب، وتنفيذه الفعّال لتعليمات المدرب الإسباني لويس إنريكي، الذي قال عنه: “لم أرَ ظهيرًا أيمن أفضل منه. لديه إمكانيات هائلة وما زال قادرًا على التطور.”
من جهته، قال حكيمي: “لويس إنريكي قدّم لي أسلوب لعب لم أتخيله. أشعر أنني أصبحت لاعبًا أكثر تكاملًا. هذا أفضل موسم لي على الإطلاق، تطورت بدنيًا وذهنيًا وأصبحت أكثر نضجًا وثقة.”
إحصائيًا، شارك حكيمي في 52 مباراة هذا الموسم، سجل خلالها 11 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة، وهو رقم مميز للاعب في مركزه. كما تألق بشكل لافت في كأس العالم للأندية، حيث سجل هدفين حاسمين، أحدهما أمام سياتل ساوندرز الأميركي بعد تمريرة دقيقة من برادلي باركولا، وآخر أمام إنتر ميامي، في مباراة نال فيها جائزة رجل اللقاء.
ومع ذلك، تبقى أمام حكيمي تحديات دفاعية، خاصة في المواجهة المرتقبة أمام بايرن ميونيخ، حيث سيكون مطالبًا بإيقاف سرعة وتحركات الجناح كينغسلي كومان، وهو جانب أشار إليه متابعون كمجال لا يزال بحاجة إلى تحسين.
في نهاية الموسم، تُوّج حكيمي بجائزة مارك فيفيان فويه كأفضل لاعب إفريقي في الدوري الفرنسي، في تصويت نظّمته إذاعة فرانس إنترناسيونال وقناة فرانس 24، بمشاركة لجنة تحكيم مكوّنة من 100 شخص.
ويحظى حكيمي بمكانة كبيرة داخل باريس سان جيرمان، حيث يشغل منصب نائب القائد، كما جدّد عقده مع النادي حتى عام 2029، في نوفمبر الماضي.
ورغم المسيرة الرياضية المميزة، لا تزال قضية شخصية تطارده خارج الملعب، حيث يُخضع لتحقيق قضائي منذ مارس 2023 بعد اتهامه من طرف سيدة باغتصابها في منزله بـ”بولون-بيانكور”، ولا يزال الملف قيد التحقيق، وفق مصادر قانونية مطّلعة.
